حين يلمع المعنى ... بقلم / روضة بوسليمي .... مجلة تغريدات النوارس
* حين يلمع المعنى
الشّعر بالشّعر
واللّظى بالبرد
من الشّعر ما يعصم
ومن أوجاع الحروب نرث الحكمة
أنظّم العالم والكون
وفوضى استوطنت رأسي
رفقا بقصائد، قد ترتبك في الصّدر
كغيمات يتيمات
ضللن حقولا عطشى
خذلتها طريق المطر
تومض الكلمات
يلمع المعنى
ويدوّي النّبض غاضبا
مذبوحة أوداجي
معمّر ذا الغياب
عليل ذا القلب
مضام ذا الفؤاد
في منتصف كلّ شيء
يرتعش اللّيل
تُشنق اللّهفة
فتتساقط أوراق رزنامتي
آه ...كم تمنّيت أن أتناسى
ذاك المنتصف المميت ...!!
وجرحَ اليقين
آه ...كم تطيّرت من يوم غُيّبت شمسه !!
ومن سرّ قديم
كلّما لاح له جسر
تعدّدت ضفافه
في أرض استوطنها الشّوك
ذروت عهدك البالي ،
وما تكاثر من الشّائبات
أخمدت الحرائق في دواخلي
وعلى صخرة اللّيل ذرفت الدّمع
وعلى جرعة الكلمات أمّنت الفجر
وتعهّدت رسائلي الحمراء
ثمّ ...
نزعتك من وريدي
فاستويت مدينة للنّور
حصّنتها بالذّاريات
روّضت تلك الأفعى
اعتصرت الأذى من أنيابها
وما أمّنتها على فاكهتي
هي الغواية تتربّص بي
فطهّرت عزفي من كيد الأساطير
كلّما حاولت الفرار
إلى قصيد مداده من دمي
تعثّرت ...
فأهبّ إلى وصايا على أرصفتي تجمّعت
أساير المدّ
يسايرني المدّ
أعبر الماء
يحييني الماء ...
أقف على أطلال العدم
كأنّني أسنده
فيمدّ لي يده المتعبة
أعدّل من هيئة حلم اضطربت أنفاسه
كما يعدّل بليغ جملة تناسلت أخطاؤها
أقف في محطّة فاصلة
أغافل الطّين
وإفكا يطاردني..
ألوّح لقصائد بأجنحة سرمديّة
تغوي روحا مدجّجة بالألم
برقصة مع الضّوء
فيستقيم الوجود
وأبقى هنا ،
كآخر قطرة من نسغي
كأربعين مستحيلا ...
~~~~~~روضة بوسليمي / تونس
تعليقات: 0
إرسال تعليق