قصة قصيرة هديه لزوجه بواب ... بقلم / محمود عبد الفضيل ... مجلة تغريدات النوارس
قصة قصيرة
هديه لزوجه بواب
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
في أحدي المناطق الراقيه اعيش بمفردي في عمارة فخمة
بها العديد من أصحاب المراكز و رجال المال لا اختلط بأي منهم ربما لطبيعه المدن الكبري التي تجعل مواطنيها في حاله انشغال دائم فلا يعلم الجار يجاوره
ورغم منصبي الهام و ثرائي الطاغي الا انني لم اكن اهتم الا بملذاتي و شهواتي خاصه مع عدم زواجي اعتقادا مني بجمال الحياه بدون مسئوليات
و مع عامي الخمسون أصبت بمرض السكري الذي أصبح نقطه تحول في حياتي فالاول مره يتم منعي من كثير من أصناف الطعام بأوامر الأطباء
و في أحدي الأيام وزع العمل علينا علبه حلويات فاخره بمناسبة المولد النبوي بها كل أصناف الحبوب الغاليه
نظرت إلي العلبه بأسي و في مكتبي قررت فتحها لأري محتوياتها و ما بها مما لذ و طاب من الأصناف
و مع فتح العلبه سحبت قطعه من الملبن الاحمر الذي رش عليه سكر و بدأ الملبن يذوب في فمي و انا في غايه المتعه
و لكن تذكري بأن الحلويات من الممنوعات و أن عواقب الإفراط في تناولها مضر لصحتي و سلامتي
جعلتني اغلق العلبه بسرعه و انا انظر للحلويات بحسره و كأنها نظره الوداع
و مع نهايه اليوم حملت العلبه إلي السياره و في الطريق غلبتي رغبه إلقاء العلبه من السياره لأن وجودها معي في الشقه يجعلني ألتهم العديد من القطع و لكن هناك ما يمنعني أن القي بها في الشارع فهي غاليه الثمن
و هناك فكرت في اهدائها لاول شخص التقي به بعد نزولي من السياره و بالفعل و صلت أمام العماره. ركنت السياره و حملت العلبه في يدي
و في أول درجات السلم وجدت زوجه البواب تحمل طفلها الصغير . ألقيت عليها السلام و سألت عن زوجها الذي أخبرتني أنه في مشوار و سيعود في اخر النهار
مددت يدي و منحتها العلبه قائلا كل سنه و انتي طيبه
تعجبت من تلك المنحه خاصه أنها في العماره منذ سنوات و لم يسبق لي اعطائها اي شئ
في تلك اللحظات دخلت عليها أحدي الخادمات التي تعمل في عماره مقابله
و بدأت في التوجه للمصعد
و أنا اراقب بهدوء فرحتها بمحتويات العلبه مع إعطاء عدد لا بأس به من العلبه للخادمه التي أتت علي حين غره
و التي أبدت أيضا سعادتها بجوده الأصناف و الكميه التي أعطاها لها زوجه البواب مطالبه بكيس بلاستيك لوضع تلك الكميه به
و أنا في المصعد ترأت أمامي صوره زوجه البواب وهي تفتح العلبه و مدي سعادتها بهذه الهديه المفاجئه
و كذلك سعاده الخادمه بهذه العطيه التي لم تكن في الحسبان
تعجبت من كرم زوجه البواب و و منحها تلك الكميه للخادمه رغم فقرها الشديد و جوده الحلوي
حينها انتابني مزيج من المشاعر بين السعاده من تصرفي و تعجبني من كرم تلك السيده و ندمي من الأنانية التي كنت أحياها في السابق
فقد حرمت نفسي سعاده العطاء التي أشعر بها الآن و التي فاقت كل المتع و الملذات السابقه
تعليقات: 0
إرسال تعليق